لقاء خاص مع الكاتب والمتخصص في قانون حقوق الانسان والامن الفكريد. محمد بن أحمد المقصودي
حول قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تنظيم هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة
11-09-2015 07:12 AM
(أبها - فائع الألمعي)
جاء قرار مجلس الوزراء الموقر بتاريخ 1436.12.29بالموافقة على تنظيم هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة ليؤكد حرص حكومة المملكة العربية السعودية على كل ما يهم الوطن والمواطن , فتنمية الوطن العظيم في فكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظة الله - لا تأتي الا بتقرير الرفاهية للمواطنين وتوفير سبل العيش الكريم لهم وتأمينهم فكريا ضد أي فراغ سلبي , كما ان مشاغل الاحداث السياسة الراهنة لم تشغل القيادة عن الداخل وتعزيزه , وحول هذا الموضوع الجوهري والذي اسعد كافة افراد المجتمع نلتقي بالدكتور محمد بن أحمد بن علي المقصودي المتخصص في قانون حقوق الانسان والامن الفكري والكاتب الاجتماعي الذي كان له مشاركات وافكارا عديدة حول موضوع البطالة وسلبياتها :
س : اولا نرحب بكم في صحيفة ألمع الإلكترونية ونشكر لكم قبول الدعوة لهذا اللقاء , ونبدأ برأيكم حول قرار مجلس الوزراء الموقر بالموافقة على تنظيم هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة ؟
ج : اشكر لكم هذا اللقاء متمنيا لصحيفتكم الرائدة استمرار التقدم لخدمة وطننا الغالي , ومما لا جدال فيه ان هذه القرار الوطني الجبار جاء في وقت يؤكد فيه قادة البلاد وعلى رأسهم سلمان الحزم ان شباب الوطن وكل ما يسعدهم هو هدف جوهري للقيادة , هنا لم ينشغل القائد بهم الاحداث السياسية القائمة فحسب بل كان العمل الرائد لاستمرار رفاهية المواطن وتأمين فكرة وتحصين الداخل هو الجوهر والاساس , فأمام اي مشكلة محتملة الوقوع من الضرورة أن نكون أصحاب مبادرات جوهرية لفك رموز المعضلة وطلاسم آثارها السلبية في ظل التراكم المستمر ,كون ردود الأفعال لمواجهة المشكلات لن تكون ذات فعالية مهما كانت قوتها , وهذا القرار الصائب بمكافحة البطالة عبر جهاز متخصص يؤكد ان فكر الملك سلمان لا ينحى حول ردود الافعال بل يذهب لتوليد مبادرات ايجابية لحل جميع المشكلات المتراكمة, كونه وجد ان سياقنا المحلي السعودي يؤكد انه رغم كل الجهود الموفقة من القادة ذوي الفكر لحل مشكلة البطالة الا اننا لا زلنا نسير ببطء شديد لا يتوافق مع الاعداد المتزايدة من الخريجين والمحتاجين للعمل لخدمة وطنهم ولسد رمق العيش وايواء عوائلهم المحتاجة .
س : كمتخصص هل من اسباب ظاهرة لتواجد البطالة ؟
ج : في اعتقادي ان بعض ارباب العمل في القطاع الخاص لهم دور جوهري في هذا الجانب اما بتكرار حجة عدم تناسب قدرات مخرجات التعليم مع حاجة العمل التقنية وهم بذلك اغفلوا دور التدريب وضرورته لأى خريج , فكم من موظف غير مواطن تدرب لدينا ثم أتقن العمل المنوط به , فهل التدريب حلال لهم وحرام على أبنائنا , ثم ان قلة المرتبات , التي حان الوقت لوضع حد ادني لها يتناسب مع ضرورات العصر ودواعي المعيشة, لا تزال سببا جوهريا في الاحجام عن العمل والتسرب منه , وهنا ارى ان لا يقل الراتب عن أربعة آلاف ريال لأنه اقل الكفاف في عصر التضخم وحاجات المجتمع الواقعية . نزيد على ذلك شدة الشروط التعجيزية والتعسف فيها كشرط خبرة عشر سنوات لشاب حديث التخرج , ولا ننسى التحايل على الأنظمة التي يمارسها بعض ارباب القطاع الخاص فهو يوظف العدد المطلوب ثم يفصلهم لا سباب واهية لا تجد الردع من الجهات القضائية المختصة في الفصل في النزاع بين العامل ورب العمل . ويشارك القطاع الخاص وزارة العمل بضعف آلياتها العملية في مكافحة البطالة , اذ انه حتى وقتنا الحاضر لم تحدد بشكل دقيق نسبة البطالة , اذ لو تم ذلك بشكل دقيق لأمكننا امتلاك المعلومة التي بناء عليها نستطيع امتلاك الحقيقة الفعلية وبالتالي قوة المعالجة والحلول وفق حقائق ثابتة وراسخة وهو ما اعتقد انه سيتوافر في ظل وجود الجهاز المتخصص مدار النقاش , كما انه حان الوقت لجهات العلم لتأهيل الشباب من الجنسين بما يتوافق مع حاجات السوق .
س : ما مدى ايجابية الجهود الحكومية السابقة في حل مشكلة البطالة ؟
ح : حتى لا نتجاوز الموضوعية نجد ان الجهد سابق ومستمر لحل مشكلة البطالة ومن ذلك تغيير نظرة القيادة في عهد الملك عبدالله - رحمة الله تعالي وادخله فسيح جنانه - لمبدأ التكافل الاجتماعي المنقوص التي كانت تتبعه وزارة الشؤون الاجتماعية وتقصر المساعدة فيه على بعض الفئات من العجزة والشيوخ والنزوح الى ان تطور الى مبدأ التكافل الإسلامي الشامل وقت الضرورات التي تقدر بقدرها ووفق الحاجات الملحة لاتقاء الشر والضرر التي قد تحدثه الحاجة والعور والفقر وهو ما يتم حاليا عن طريق نظام حافز . وينبغي ان لا نغفل الجهود الجبارة لراعي الأمن والفكر الامير نايف - رحمة الله تعالي وادخله فسيح جنانه - الذي دعم بكل قوة وبشكل متواصل التوظيف وخيار السعودة الوطني , فهو من كان وراء صدور استراتيجية القوى البشرية التي تؤكد على ضرورة إيجاد وظيفة لكل مواطن قادر على العمل وراغب فيه, توافقا مع الماد الثامنة والعشرين من النظام الأساسي للحكم , كما ان أنشاء صندوق تنمية الموارد البشرية يعد رافدا جوهريا لخيار السعودة ( التوطين ).
س : هل يوفر مصدر الدخل امن فكري للإنسان ؟
ج : من يقرأ التاريخ الانساني بعمق يجد ان اغلب – ولا اقول كل - ما يحدث من اضطرابات وثورات شبابية سببها اقتصادي بحت وعوز افراد المجتمع , لذلك تسعى الحكومات الرشيدة الى تأمين حاجات المجتمع بسياسات مالية ونقدية متجددة غير ناظرة لأصحاب الفكر المنحرف ومنابعه والتي حان علاجها بالاجتثاث من الجذور وتجفيف المنابع , ذلك حتى يعيش افراد المجتمع الاسوياء في سلام مع انفسهم ومجتمعهم , فلا سلام لجائع , ثم بعد ذلك تأتي التطورات الطبيعية وبشكل متدرج دون حرق للمراحل قد يترتب عليه فقدان تماسك المجتمع .
س : بصفتكم مهتم بالشأن الاجتماعي من جانب فكري قانوني , كيف ترى جهود اصحاب الرأي حول موضوع البطالة ؟
ج : ان المتتبع لجهود الكتاب واصحاب الفكر يلمس جهدا جبارا في هذا الشأن واغلبهم كان يعرض الحق والحلول على اصحاب القرار بعمق وتجرد لخدمة الوطن والمواطن متجردا من مصالحه الضيقة والانانية , متبعا في ذلك ما تحثنا عليه شريعتنا الاسلامية من ان تحب لغيرك ما تحبه لنفسك , مع النزوح ادبيا لرائعة أبي العلاء المعري الانسانية :
فلا هَطَلَتْ عليَّ ولا بأرضي سحائبُ ليس تَنْتَظِمُ البلادا
كما ان الجهود العلمية في مجال الابحاث العلمية واوراق العمل كبير في هذا الشأن .
س : نذهب الان الى جهودكم شخصيا في هذا المجال بصفتكم باحث متخصص وكاتب اجتماعي؟
ج : لا شك ان ظهور أي معضلة اجتماعية يوجب ديانة وقانونا على المختصين المساهمة مع قيادة مجثمهم لفك وحل طلاسم المشاكل الظاهرة والتي هي ظاهرة طبيعية في أي نسق بشري , واذكر انه قبل عدة سنوات وفي ظل تركيز القيادة على قضية السعودة كان لي بحث علمي قدمته حول مشكلات البطالة قانونيا واجتماعيا بندوة الامن والمجتمع بكلية الملك فهد الامنية بالرياض وبحضور سمو وزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز - رحمة الله – واقترحت فيه ما نصه (وفي ظل الدعم لخيار وطني لا بد منه يمكننا انشاء هيئة عليا لحصر العاطلين وتوظيفهم تسمى (الهيئة العليا لشئون العاطلين عن العمل) غير مرتبطة بوزارة العمل , ويكون من مهامها الحصر الدقيق لعدد العاطلين عن العمل لإيجاد الوظائف الملائمة لهم او البديل المناسب لحين وجود العمل (كبدل البطالة ) , وفق آليات وأفكار تشترك فيها جميع مؤسسات وأركان المجتمع وفئاته , ويمكن ان يدخل في بوتقتها كل ما يتحد معها في الأهداف والغايات كصندوق تنمية الموارد البشرية وادارة القوى العاملة ) , وقد نشرت في صحيفة مقالا عكاظ بتاريخ 2621422 في العدد (12330) ذات المقترح وهو انشاء هيئة مستقلة لمكافحة البطالة وكذلك بتاريخ 27111422 العدد (12951) بعنوان (هيئة مستقلة لمكافحة البطالة) , وكل تلك الجهود رفعتها مكتوبة وبتفصيل علمي لمعالي وزير العمل سابقا المهندس عادل فقيه وقد تجاوب معها مشكورا ووعد بمحاولة تنفيذها واقعا , وبشان موضوع محاربة البطالة شاركت رعاية لأمانة القلم عشرات المرات ,كما شاركت ببعض الجهود العلمية في مؤتمرات اخرى حول ( الامن الفكري ومكافحة البطالة) .
س : نشكر لكم اتاحه هذا اللقاء وهل من اضافه اخرى ؟
ج : اشكر لكم اهتماماكم الوطنية العليا في صحيفتكم الغراء , وليس لدي الا القول ان سيادة الحق والنظام في أي تجمع بشري هو خير مجفف لمنابع الفكر المنحرف , مع إيماني التام بأن توطين الوظائف على درجة من الأهمية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وامنيا فهو الخيار الوطني الذي لا بد منه للحفاظ على مقدرات المجتمع وتفاعل ابنائه الايجابي في بلد كبير قادر من جميع النواحي على تحويل الألم الى أمل وبلسم شاف . والله من وراء القصد .
- - - - - - - - - - - - - - - - -
د. محمد بن أحمد بن علي المقصودي
باحث في مجال حقوق الانسان والامن الفكري
جوال /
الايميل / malmagsodi@yahoo.co.uk
الاحد الموافق : 1437.1.5
[/center][/b]
- - - - - - - - - - - - - - - - -
د. محمد بن أحمد بن علي المقصودي
باحث في مجال حقوق الانسان والامن الفكري
جوال / 0535003765
الايميل / malmagsodi@yahoo.co.uk
الاحد الموافق : 1437.1.5
خدمات المحتوى
|
تقييم
|