وصف الجدل بأنه "بيزنطي" يعني أن هذا النقاش لا فائدة منه في النهاية!
أصل هذا التعبير أو الوصف يعود - كما تقول أغلب الروايات - حينما كان أهل بيزنطة يتعرضون لحصار من خصومهم، وحينما طال الحصار انشغلوا بالسؤال "أيهما جاء أولا: البيضة أم الدجاجة"؟!
اختلفت الآراء.. احتدم النقاش بين أهل بيزنطة.. ارتفعت الأصوات.. تحول الأمر إلى خلاف، ثم عراك بالأيدي، ثم بالأسلحة.. ولم يتوقفوا عن النقاش إلا حينما دخل عليهم الخصم بلادهم، وقتل منهم وأسر الكثير، من كان يقول إن البيضة أولا، ومن كان يقول الدجاجة أولا!
منذ لحظة الإعلان عن الانفجار في "القديح" عادت بعض الأصوات لتثير جدلها المعتاد.. وتلقي أسئلتها وقناعاتها التي حفظناها عن ظهر قلب.. وبدؤوا في اجترار بعض التسجيلات والتغريدات والمداخلات لعدد من العلماء والدعاة السعوديين، بعض هذه التسجيلات يعود لثلاثين سنة خلت! .. في إسقاط واضح إلى أنهم هم المتسبب الأول في كل ما يجري اليوم في بلادنا!
بل بدؤوا في إلقاء كل التهم على المدرسة السلفية، وأنها تقف خلف كل مآسي العالم اليوم..!
تجاهلوا العدو الحقيقي.. العدو الذي لا يفتر ليلا ولا نهارا في الكيد لهذه البلاد.. تجاهلوا أعداء البلاد الحقيقيين الذي يتربصون بنا من أغلب الاتجاهات..
والسؤال: هل غايتكم إسقاط فكرة خصومكم والانتقام منهم والتشفي بهم، أم توحيد الجهود ضد العدو الحقيقي الذي يتربص بكم وببلادكم؟!
مؤسف جدا أن نعرف المستفيد الحقيقي وراء هذا العمل ونصرف الأنظار عنه..
أوقفوا هذا الجدل.. أصواتكم باتت نشازا.. لا يطرب لها سوى إيران وأذنابها في منطقتنا العربية.. اتركوا نقاط الاختلاف واتفقوا على مواجهة العدو.. لا تصرفوا الأنظار عن عدوكم الحقيقي بهذا الاجترار الممجوج للتسجيلات والتغريدات.. انظروا بعين العقل.. حتى لا تصبحوا سببا في اختراق أمن الوطن.. وحدوا جهودكم لمواجهة العدو الحقيقي على الضفة المقابلة للخليج.